كتبت: فاطمة يوسف
الانقلاب لا دين له سعى إلى تدمير مصر بأكملها لا يفرق بين كبيرها و صغيرها شيخها و نسائها، فقد استباح أعراض النساء و قذف بهن فى السجون وسط من اعتادوا على ممارسة الجريمة، فقد أراد الانقلاب معاقبة كل من رفض الانقلاب العسكرى الدموى و كل من قال لا للظلم مدمرا بذلك أسر بأكملها، و الآن أصدر قضاة السلطة الذين أثبتوا أنهم ليسوا أكثر من مجندين فى خدمة الانقلاب وقادته، ولا معايير أخلاقية أو قانونية يعتدون بها، حكمًا بالسجن المؤبد لـ3 فتيات من رافضى الانقلاب، بعد أن اتهامهن باستعراض القوة، وحيازة أسلحة نارية فى الأحداث التى شهدتها منطقة حدائق القبة عقب فض اعتصامى (رابعة العدوية والنهضة) فى أغسطس الماضى.
أسندت النيابة لهن تهمة حيازة أسلحة وذخائر بدون ترخيص، التحريض على أعمال العنف، تعطيل مؤسسات الدولة عن العمل، مقاومة السلطات، الانضمام إلى جماعة محظورة على خلاف أحكام القانون.
أمانى حسن
الأسيرة التى أصبحت لا تملك سوى ظهرها، وكشف آخر تقارير مكتب طب حدائق القبة بتقرير مفصل لحالة أمانى حسن عبده، يقول: "إنها تعانى من ضعف وضمور وشلل بالساقين مع ضعف فى الإشارات العصبية بالساقين والذراعين وآلام شديدة بأسفل الظهر والرقبة، كما أقر بأنها حُرمت من العلاج فى الوقت الذى كانت معتقلة فيه، مشددا على أنها تحتاج إلى رعاية طبية وفحوصات وتحاليل؛ حتى لا تتدهور الحالة.
و يذكر أن أمانى اعتقلت يوم 16/8/2013، عندما كانت مع أخيها الصغير أمير (23 سنة) كانوا فى العتبة، وفجأة بدأ الضرب على مظاهرة فحاولوا الابتعاد؛ لأن أمانى كانت مريضة بانزلاق غضروفى، وأوقف لها أخوها سيارة لصعوبة تحملها السير مسافات طويلة بسبب مرضها وحتى يتمكنوا من الابتعاد عن الأحداث وكان به أحد المصابين من المظاهرة، وأعلمهم السائق أنه سيقوم بإيصال المصاب لأقرب مستشفى أولا، ثم هم وعندما وصلوا إلى المستشفى نزل أمير ليساعد السائق فى حمل المصاب وعندما عاد أمير وجد ازدحاما شديدا عند السيارة، وقبل أن يدرك أى شئ كانت الشرطة قد أحاطت المكان وأخذت أمانى وأمير إلى قسم حدائق القبة.
ويبدو أن نيابة الانقلاب أرادت أن تخلى مسؤوليتها لما حدث لأمانى، و لذلك أمرت بإخلاء سبيلها ليس شفقة، و لكن حتى لا تتحمل مسئولية ما حدث لأمانى التى دخلت المعتقل على قدميها و خرجت جثه هامدة لا تحسب من الأحياء.
وكان أحد الضباط الذين يعذبونها، قد قال لها قبل شللها "مش هخرجك من هنا إلا بعكاز"، ولكن أمانى لم تحصل على العكاز حتى، فهم تسببوا لها فى ترنخ باليد، فهى أصبحت لا تقوى على حمل كوب ماء لها، حتى المصحف لم تستطع حمله بل والقلم الذى كان لا بد أن تمضى به على إقرار حالتها الصحية لم تستطع التحكم فيه.
و الآن بلا شفقة، و لا رحمة قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن المؤبد عليها.
رشا منير و هند منير
أسيرتان لدى سجون الانقلاب، رشا منير عبد الوهاب، والتى توفى زوجها أثناء زيارتها ذات مرة بعد إرهاق الوقوف فى طابور الزيارة، ومعها أيضا شقيقتها هند منير.
أولاد رشا يعيشون بلا أم و لا أب، فمن يتحمل مسؤوليتهم الإنسانية و التربوية ؟!
تعد الشقيقتان أقدم معتقلتين سياسيتين لدى سجون الانقلاب، و قد تعرضا للتعذيب الشديد على يد مليشيات الداخلية.
"تحالف نساء مصر" يشجب
وقد ندد التحالف الثورى لنساء مصر بالحكم الجائر والظالم الذى صدر بالمؤبد على ثلاثة من نساء مصر؛ مشيرا إلى أنه وإن كان يبدو حكما قضائيا، إلا أنه لا يعبر إلا عمّا وصلت إليه مصر الآن من غياب العدالة والافتقاد التام لدولة القانون، وفى المقابل سيادة شريعة الغاب والانتقام وتصفية الحسابات.
أكد التحالف فى بيانه، أن التجاوز بحقهن قد تعدى كافة الخطوط الحمراء، فلم يعد التجاوز مقتصرا على جانب أو جريمة دون الأخرى، بل عانى نساء مصر فى ظل الانقلاب من كافة صور الانتهاك والاعتداء ما بين قتل وتصفية جسدية مرورا بالاعتقال والاختطاف والاغتصاب، وكذلك الأحكام الجائرة والمتجاوزة لكافة القوانين.
قال التحالف : "إن تلك الأحكام التى صدرت هى، وغيرها ومثلها وكل ما يصدر فى ظل الانقلاب هو والعدم سواء، فالقضاء ومن عليه أثبتوا أنهم ليسوا أكثر من مجندين فى خدمة الانقلاب وقادته، ولا معايير أخلاقية أو قانونية يعتدون بها، وبالتالى يعتبر نساء مصر أن كافة النساء اللاتى صدر بحقهن تلك الأحكام الجائرة ما هن إلا مختطفات لدى دولة الانقلاب، وبناء عليه لا يحق لمصرى أو لحر أصيل أن يصمت على هذا الاختطاف القهرى الذى يمثل سبة وجريمة فى حق الضمير الإنسانى كله.
وأشار التحالف إلى أن القاضى الذى أصدر هذا الحكم وغيره ممن أصدروا مثل تلك الأحكام خاصة على حرائر مصر هم الآن مجرمون آثمون، سيأتى يومًا قريبًا، ويتم وضعهم فى مكانهم الطبيعى خلف قضبان السجون التى يرمون الآن فيها الأبرياء نساء ورجالا وأطفالا.
وأهاب التحالف بالشرفاء أن يتخذوا مواقعهم وأن يثبتوا بمواقف إيجابية أنهم يستحقون هذا الوطن، وعلى استعداد للمطالبة بالحرية للعيش كرماء فى بلادهم، وهى حرية لن تتأتى إلا مع تكاتف الجميع فى المطالبة بالإفراج الفورى عن كافة المختطفين والمعتقلين خاصة النساء منهم.
No comments:
Post a Comment